كسر حاجز الصمت عن الإيدز وإزالة كل أشكال التمييز ضد المصابين
Source:
الحياة كتبت أمينة خيري: أخذ ثلاثون من رجال الدين, يمثلون غالبية الأديان وطوائفها في الدول العربية, على أنفسهم عهداً بالعمل السريع لإزالة كل أشكال التمييز والإقصاء والتهميش والوصم عن المتعايشين مع فيروس الإيدز, وشددوا على ضرورة تمتع المصابين بكل حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
لقد اجتمع رجال الدين هؤلاء في القاهرة على مدى الأيام الثلاثة الماضية ليعلنوا كسر المحرم الرهيب والحصن المنيع أمام الوباء الذي أصاب 92 ألف عربي هذه السنة, بعد ما كان مجرد ذكر كلمة "إيدز" من المكروهات المثيرة لضغائن رجال الدين في المنطقة, وبعدما كان من يموت متأثراً بإصابته لا يجد من يصلي عليه. ففي خطوة وصفت بـ"التاريخية", وقّع أمس رجال دين من نحو 18 دولة عربية يمثلون الديانتين الإسلامية والمسيحية, بطوائفهما, على "إعلان القاهرة لمواجهة وباء الإيدز", بمبادرة من البرنامج الإقليمي للإيدز التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي, وتحت رعاية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ورغم لهجة الحذر الشديدة في الاعلان, إلا أن الرسالة كانت واضحة. لقد نوى رجال الدين العرب التغلب على المحظور والحديث, بل والتوعية بخطورة هذا المرض رغم غلبة الصبغة الجنسية عليه.
"كسر حاجز الصمت من على منابر المساجد والمؤسسات التعليمية", "حرمة كل ما يتسبب في نقل العدوى عمداً أو إهمالاً", "الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة لا سيما المتاجرين بالجنس وزبائنهم ومتعاطي المخدرات بالحقن", و"الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال". مثل هذه العبارات حفل بها الإعلان الذي وصفه مستشار البرنامج الإقليمي للإيدز وليد العوضي بقوله ان "القادة الدينيين العرب أظهروا للعالم مدى حكمتهم واستعدادهم لتجاوز كل الاختلافات العقائدية ليحققوا جيلاً عربياً قادماً خالياً من الإيدز".
ورغم سخونة المناقشات التي أدت إلى هذا الإعلان, إلا أن النتيجة النهائية اتسمت بالهدوء والرضا, بل إن عيني مسؤولة في البرنامج الإقليمي للإيدز هي الدكتورة خديجة معلي أغرورقتا بالدموع لفرط فرحتها بهذا "الإنجاز الإيجابي الكبير". والعجيب أن الاعتراضات والهواجس جاءت من ممثلي الإعلام, اذ وقف صحافي مصري يراسل صحيفة لبنانية ليشير الى "إغفال الإعلان للممارسات الإسرائيلية الصهيونية لنشر الإيدز في مصر وسورية". وقال آخر إن "غضب السماء" هو الذي يصيب من "يُخطئ" بمرض الإيدز, وأن المصابين بالمرض بسبب نقل دم ملوث أو ما شابه هم وحدهم الذين يحتاجون الى المساعدة. الحاضرون من الأجانب (غير العرب) ضحكوا كثيراً مما قيل, في حين التزم الإعلاميون العرب الإيماء بالرأس إيجاباً أو نفياً.
ورغم أن رجال الدين الذين حضروا المؤتمر تجنبوا ارتداء "شارة الإيدز الحمراء", إلا أنهم أظهروا قدراً أكبر بكثير من التسامح. الشيخ عمر البسطويسي, من علماء الأزهر, أكد أن باب التوبة مفتوح أمام المخطئين, وليس أدل على ذلك من أن مجمع البحوث الإسلامية أكد أن المصاب بالإيدز مريض ويجب أن يعالج, وهو ما أيده الانبا يوأنس نيابة عن البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الاسكندرية.
وسواء حضر الموقعون على الاعلان بصفاتهم الشخصية أو الرسمية, فإن قيام الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ومفتي مصر الدكتور علي جمعة والبابا شنودة الثالث, وغيرهم بإرسال ممثلين عنهم للتوقيع اعتراف ديني رسمي وتذليل للطريق أمام الساسة ممن يتحجج بانتظار رأي الدين في قضايا الإيدز, لبدء العمل الفعلي لانقاذ نحو مليون ونصف المليون عربي مصاب بالفيروس.
ورغم لهجة الحذر الشديدة في الاعلان, إلا أن الرسالة كانت واضحة. لقد نوى رجال الدين العرب التغلب على المحظور والحديث, بل والتوعية بخطورة هذا المرض رغم غلبة الصبغة الجنسية عليه.
"كسر حاجز الصمت من على منابر المساجد والمؤسسات التعليمية", "حرمة كل ما يتسبب في نقل العدوى عمداً أو إهمالاً", "الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة لا سيما المتاجرين بالجنس وزبائنهم ومتعاطي المخدرات بالحقن", و"الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال". مثل هذه العبارات حفل بها الإعلان الذي وصفه مستشار البرنامج الإقليمي للإيدز وليد العوضي بقوله ان "القادة الدينيين العرب أظهروا للعالم مدى حكمتهم واستعدادهم لتجاوز كل الاختلافات العقائدية ليحققوا جيلاً عربياً قادماً خالياً من الإيدز".
ورغم سخونة المناقشات التي أدت إلى هذا الإعلان, إلا أن النتيجة النهائية اتسمت بالهدوء والرضا, بل إن عيني مسؤولة في البرنامج الإقليمي للإيدز هي الدكتورة خديجة معلي أغرورقتا بالدموع لفرط فرحتها بهذا "الإنجاز الإيجابي الكبير". والعجيب أن الاعتراضات والهواجس جاءت من ممثلي الإعلام, اذ وقف صحافي مصري يراسل صحيفة لبنانية ليشير الى "إغفال الإعلان للممارسات الإسرائيلية الصهيونية لنشر الإيدز في مصر وسورية". وقال آخر إن "غضب السماء" هو الذي يصيب من "يُخطئ" بمرض الإيدز, وأن المصابين بالمرض بسبب نقل دم ملوث أو ما شابه هم وحدهم الذين يحتاجون الى المساعدة. الحاضرون من الأجانب (غير العرب) ضحكوا كثيراً مما قيل, في حين التزم الإعلاميون العرب الإيماء بالرأس إيجاباً أو نفياً.
ورغم أن رجال الدين الذين حضروا المؤتمر تجنبوا ارتداء "شارة الإيدز الحمراء", إلا أنهم أظهروا قدراً أكبر بكثير من التسامح. الشيخ عمر البسطويسي, من علماء الأزهر, أكد أن باب التوبة مفتوح أمام المخطئين, وليس أدل على ذلك من أن مجمع البحوث الإسلامية أكد أن المصاب بالإيدز مريض ويجب أن يعالج, وهو ما أيده الانبا يوأنس نيابة عن البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الاسكندرية.
وسواء حضر الموقعون على الاعلان بصفاتهم الشخصية أو الرسمية, فإن قيام الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ومفتي مصر الدكتور علي جمعة والبابا شنودة الثالث, وغيرهم بإرسال ممثلين عنهم للتوقيع اعتراف ديني رسمي وتذليل للطريق أمام الساسة ممن يتحجج بانتظار رأي الدين في قضايا الإيدز, لبدء العمل الفعلي لانقاذ نحو مليون ونصف المليون عربي مصاب بالفيروس.