سألته مرّة ان كان يمانع أن أكتب عن تجربته فقال “أي تجربة؟“، قلت له “تجربتك في الحرب الأهلية“، فردّ بسرعة بعينين شبه عابستين: “أنا ما شاركت بالحرب الأهلية“. ضحكت أمي وقالت بلهجة ساخرة: “انت ما شاركت بالحرب الأهلية؟!”. سؤال استنكاري دفع به الى اطلاق شبه ضحكة. أبي لا يعتبر نفسه مشاركاً في الحرب الأهلية، على الرغم من أنه قضى نصف عمره حاملا الكلاشينكوف بين زواريب “الغربية” و“الشرقية” تحت أزيز الرصاص، والنصف الآخر قضاه يدفع ثمن النصف الأول.