غادة حبيب... قاتلٌ أسكَت «حلمها الهامس»
فوجئت الأوساط الثقافيّة والفنيّة في العراق بنبأ اغتيال التشكيليّة العراقيّة غادة حبيب في منزلها في لندن. الفنانة التي فقدت حاسة السمع في الـ 14 من عمرها، كانت تستعد لإقامة معرضها في العاصمة البريطانية، قبل أن ينتقل إلى بغداد، لكنّها لقيت حتفها بطريقة مروّعة زادت من الأسى على رحيلها بعيدةً عن وطنها. الناقد التشكيليّ صلاح عباس لفت إلى «أنّ مجموعة من الفنانين داخل العراق وخارجه طالبت بتأليف لجنة للتحقيق في اغتيال فنانة نالت جائزة سفيرة السلام عام 2008». ويأسف عباس لكون ردود الفعل على اغتيال غادة حبيب، في الإعلام العراقي، جاءت باهتة قياساً إلى حجم الفجيعة: «وزارة الثقافة لم تضع حتى لافتة نعي على مبناها، وجمعيّة الفنانين التشكيليّين العراقيّين لم تقم بدورها. كأنّ الفنان العراقي غريب خارج البلاد وداخلها».
منذ معرضها الأوّل حققت غادة حبيب حضوراً خاصاً، ولم تتوقّف يوماً عن تطوير أدواتها. هكذا، منحها الاتحاد النسائيّ للسلام العالمي في بريطانيا «جائزة سفيرة السلام لعام 2008»، وكانت أول رسّامة عربيّة تحصل على هذا الاستحقاق، تقديراً لتجربتها وتجاوزها الكثير من المصاعب الحياتيّة.
وفي المقابل شغل هذا الحادث المؤسف اهتمام الجالية العراقيّة في لندن، وجمعية التشكيليّين العراقيّين في بريطانيا والسفارة العراقيّة، ومنظمات ثقافيّة أخرى. الناقد التشكيليّ محسن الذهبي قال من لندن إنّ «موضوع القتل عائلي بحت وسببه مشاكل عائليّة ومحاولة سرقة ليس إلّا. وليست هناك أيّ خلفية سياسية. وقد قُبض على القاتل وهو عراقيّ الجنسيّة». ويستعيد الذهبي ما دار بينه وبين الراحلة، قبل أيام على اغتيالها عبر الإنترنت، إذ حدّثته عن معرضها الأخير الذي كانت تنوي إقامته في لندن، ثم نقله إلى بغداد. وذكر لنا أنها كانت تصرّ في الفترة الأخيرة على طرح فكرة العودة الى بغداد، رغم الظروف القاسيّة، لأنّها كانت تردّد عبارة «تعبت من الغربة ولا سعادة لغريب».