مصر: الإفتاء المصرية:المرأة لا تدخل الجنة إذا طلبت الطلاق بغير سبب

Source: 
Saraya

قدّمت دار الإفتاء المصرية بحثاً حول أسباب جعل الإسلام الطلاق بيد الرجل وذلك رداً على سؤال لماذا شرع الإسلام أن يطلق الرجل زوجته، ومن هنا أباح القرآن للرجل أن يهدم أسرته ويقوّض أركانها ويشتتها. وشدد قسم الأبحاث الشرعية في رده قائلاً: "أباح الله الطلاق ليحل بذلك كثيراً من المعضلات التي قد تحدث بين الزوجين ولا يكون لها حلّ إلا الانفصال، فقد يتزوج الرجل امرأة ثم يتبين أن بينهما تبايناً في الأخلاق، أو تنافراً في الطباع، وقد يظهر أن المرأة عقيم لا يتحقق معها أسمى مقاصد الزواج، وهو لا يرغب في التعدد، أو لا تستطيعه، إلى غير ذلك من الأسباب التي لا تتوافر معها المحبة بين الزوجين، والقيام بحقوق الزوجية كما أمر الله، فيكون الطلاق لذلك أمراً ضرورياً.

وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان لها نشر في صحيفة "اليوم السابع" المصرية: إن الإسلام جعل الطلاق بيد الرجل وليس المرأة لأنه هو الذي يستطيع التحكم في ضبط مشاعره أكثر من المرأة، والله جعل القوامة في يد الرجل لقدرته على التحكم بعيداً عن العواطف، كما أنه الأكثر خبرة في الحياة.
 
 
وتأتي هذه الإجابة في إطار بحث أعده قسم الأبحاث الشرعية بالدار، في ردها على شبهة وجهها سائل قائلاً: لماذا شرع الإسلام أن يطلق الرجل زوجته؟ حيث جاء في القرآن: "لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ" [البقرة 236]، ومن ثَمَّ فقد أباح القرآن للرجل، بإرادته المنفردة، من دون رجوعٍ لأحد في ما يريد، أن يَهْدِم أسرته ويقوِّض أركانها ويشتتها، فيوقع يمين الطلاق على زوجته. ويؤكد السائل بقوله: من المبكيات أن نرى الرجل المسلم إذا تشاجر خارج البيت، وحلف اليمين ثلاثاً فيعود إلى المنزل ليطرد زوجته الآمنة من بيتها، لا لسبب إلا لأنه حلف في مشاجرة خارج البيت لا علاقة للمرأة بها ويقع عليها يمين الطلاق وهي ليس لها ذنب أو خطأ اقترفته.
 
 ويسأل السائل إن الحديث القائل "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق"، فكيف يحلل الله شيئاً يكرهه؟ أليس الأصح أن ما يكرهه يحرمه؟ وأشار البحث إلى أنه من أسباب جعل الطلاق بيد الرجل، لأنه هو المنفق، وهو أكثر من غيره حرصاً على بقاء هذا البيت قائماً. واعتبرت دار الإفتاء المصرية أنه ليس كل طلاق هدماً للأسرة وتقويضاً لأركانها، بل قد يكون الطلاق هو الحل الوحيد لراحة كلا الطرفين، والصورة التي فرضها السائل لرجل يتشاجر مع آخر، ثم يحلف طلاقاً يترتب عليه طرد زوجته من بيتها، هذه صورة للعوام وغير المتدينين من المسلمين، وهذا ما يؤكد ضرورة عدم التسرع في إطلاق يمين الطلاق. وأشار البحث المنشور بدار الإفتاء المصرية أيضاً إلى أن الإسلام عندما أباح الطلاق، عالج ما يترتب عليه فأثبت للأم حضانة أولادها الصغار حتى يكبروا، وأوجب على الأب نفقة أولاده، وأجور حضانتهم ورضاعتهم، حتى لو كانت الأم تقوم بذلك.
 
 وعن معنى حديث "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق"، أكد قسم الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء أن الله أحله وأراد من عباده ألا يتسرعوا إليه بل يجعلوه آخر الحلول فلا يلجأون إليه إلا عند الاضطرار، مضيفاً أن بغض الله للطلاق تنفير للمسلمين من التسرع إليه، ولذلك نفّر من الطلاق وبغّضه إلى النفوس، فقال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة".
  
 كما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من التهاون بشأنه، فقال عليه الصلاة والسلام: "ما بال أحدكم يلعب بحدود الله، يقول: قد طلقت، قد راجعت". وأنهت الدار بحثها بالقول: ليس الطلاق استهانة بقدسية الزواج كما يزعمون، بل هو وسيلة لإيجاد الزواج الصحيح السليم، الذي يحقق معنى الزوجية وأهدافها السامية، لا الزواج الصوري الخالي من كل معاني الزوجية ومنافعها، إذ ليس مقصود الإسلام الإبقاء على رباط الزوجية كيفما كان، ولكن الإسلام جعل لهذا الرباط أهدافاً ومقاصد، لابد أن تتحقق منه، وإلا فالانفصال يكون هو الحل الأمثل

                                                                                                                                                           تاريخ النشر : 09/03/2010