كردستان: انخفاض جرائم قتل النساء بدواعي الشرف.. وأحكام بإعدام 20 مدانا حتى الآن
كشفت مديرية متابعة قضايا العنف ضد المرأة، التابعة لوزارة داخلية حكومة إقليم كردستان، «أن وتيرة العنف ضد المرأة شهدت خلال السنة المنصرمة انخفاضا ملحوظا، خصوصا الجرائم المرتكبة بدواعي الشرف مقارنة بعام 2008، مقابل ارتفاع نسبة الشكاوى المقدمة إلى المديرية بممارسة العنف الأسري ضد المرأة، وازدياد لافت في حالات التحرش الجنسي».
وعزا آري رفيق، مدير مكتب متابعة العنف، أسباب انخفاض معدلات جرائم العنف إلى صيغة جديدة اتبعتهــــــا المديرية في توثيق تلك الجرائــــــم، «بنشر الأحرف الأولى للمدانين والمتهمين بتلك الجرائم في الصحف المحلية، وهذا ساعد على تنبيه مرتكبي العنف بوجود محاسبة قانونية لجرائمهم».
وأعلن رفيق في مؤتمر صحافي عقده في أربيل أمس أن «جرائم القتل بدوافع الشرف انخفضت في كردستان خلال عام 2009 بنسبة 50% قياسا إلى عام 2008، فيما سجلت نسبة الشكاوى المقدمة من النساء على خلفية العنف الأسري ارتفاعا بنسبة 200% قياسا إلى ذلك العام».
وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر الصحافي سلط مدير مكتب متابعة قضايا العنف ضد المرأة في كردستان الضوء على تلك الحالات خصوصا حالات الانتحار المتزايدة بحرق النفس قائلا: «إن ممارسة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية لا تقتصر على كردستان فقط، بل هي موجودة في معظم مجتمعات العالم، لكن ظاهرة حرق النفس السائدة في المجتمع الكردستاني هي ظاهرة نادرة ولا وجود لها في بقية مجتمعات العالم».
وعزا المسؤول عن ملف العنف ضد المرأة أسباب انتشار الجرائم المرتكبة بدواعي الشرف إلى التخلف الاجتماعي، وكذلك إلى إخفاق النظام التربوي. وأشار رفيق إلى أنه «حتى قبل سنوات قليلة كان ضرب التلاميذ في المدارس حالة شائعة ويمارسه المعلمون على نطاق واسع، وهذه الحالة السائدة في المدارس كانت تؤثر بشكل كبير على سيكولوجية الطفل، وتولد لديه ميولا نحو العنف والانتقام». والسبب الثاني، حسب رفيق «هو التقدم التكنولوجي وتوفر أجهزة التصوير خصوصا بالجوال، فهناك مثلا من يستخدمها في ابتزاز المرأة التي في مثل هذه الحالات قد تستسهل على نفسها الانتحار والتخلص من الفضيحة».
وكشف مدير مكتب متابعة العنف أن المحاكم المحلية أصدرت لحد الآن أحكاما بالإعدام بحق 20 مدانا بقضايا القتل بدوافع الشرف، إلى جانب عشرات الأحكام بالسجن ولمدد متفاوتة بحق آخرين.