المرأة الكويتية ونتائج الانتخابات الأخيرة
Source:
نساء سورية بقلم:بيان صالح
بعد انتظار ونضال طويل الأمد حصلت المراة الكويتية على حقوقها السياسية بعد نجاح جهود الحركات النسوية الكويتية والحركات الإصلاحية المدافعة عن حقوق المرأة في 17-مايو-2005
بعد انتظار ونضال طويل الأمد حصلت المراة الكويتية على حقوقها السياسية بعد نجاح جهود الحركات النسوية الكويتية والحركات الإصلاحية المدافعة عن حقوق المرأة في 17-مايو-2005
أذ دخلت المرأة الكويتية في يوم 29-06-2006 ولأول مرة في تاريخ الكويت القديم والمعاصر المعترك الانتخابي ترشيحا وانتخابا وكان الإقبال كبيرا على صناديق الاقتراع بسبب مشاركة المرأة.
واقتحمت المرأة الكويتية، ولأول مرة، وبكل جرأة وشجاعة مكانا كان محرما عليها وهو الديوانيات التي كانت منبرا للرجال فقط من اجل عرض أفكارهن ومشاريعهن السياسية والاجتماعية.
بلغ عدد المرشحات لعضوية مجلس الأمة 28 امرأة من عدد المرشحين البالغ 225, في حين وصل عدد الناخبات إلى 195 إلف ناخبة أي ما يعادل 57 بالمائة مقابل عدد الناخبين من الرجال البالغ 140 ألف ناخب.
وبرغم محاولة المنظمات والجمعيات النسائية والأهلية التي بذلت جهودا كبيرة لتنظيم حملات واسعة لرفع الوعي الانتخابي للمرأة الكويتية بكل الوسائل الممكنة لضمان تصعيد وتفعيل قدرتها على المشاركة في ذلك المعترك الانتخابي الشاق ولكن الأجواء والنتائج لم تكن في صالح المرأة.
واجهت المرأة الكويتية صعوبات وعواقب كثيرة في مسيرتها النضالية الانتخابية ومن أهم تلك العواقب:
- تغير موعد الانتخاب من السنة المقبلة أي عام 2007 إلى 29-06-2006 مما يعني تضييق للوقت الكافي للتحضيرللانتاخبات والذي كان بأمكان المرأة ان تستغله لرفع قدراتها ورفع مستوى وعي الشارع الكويتي لتقبل تواجد المرأة في الساحة السياسية التي كانت محتكرة من قبل الرجل.
- سيادة النظام الأبوي المطلق الذي تطغي عليه الصبغة القبلية، لم يكن في يوم من الايام يتقبل حكم النساء او تواجدهن في السلطات التشريعية او القيام بأي دور سياسي، يعتبر من اخطر التحديات التي واجهت المرأة الكويتية في ميدان العمل السياسي. برغم وصول المرأة إلى مستوى عالي من التعليم والدراسة لكن لا يزال المجتمع يعزز وبدرجة كبيرة دونية المرأة والتقليل من شانها.
- دور الصحافة والإعلام في الكويت وخصوصا تلك التي تحسب مؤيدة للتيار الاسلامي والقبلي بنشر الأفكار المضادة للمرأة وتعزيز فشل المرأة وعدم قدرتها في النجاح وكسب الأصوات والعمل على إحباط المرأة نفسيا عبرعدد كبير من المقالات والمقابلات والحوارات التي نشرت خلال فترة الدعاية الانتخابية والتي كانت ترسخ التمييز الجنسي حتى عند النساء أنفسهن بحيث يحاربن بعضهن البعض وقمن بخدمة مصلحة التيارات الرجعية في ترسيخ عبوديتهن وتبعيتهن وكأن لاحل لما يواجه الكويت من أشكالات سياسية وأجتماعية الا بسلطة الرجل.
- أمية المرأة الكويتية بألف باء الانتخابات ,قلة الوعي الانتخابي وانعدام الخبرة في مجال تنظيم الحملات الدعائية المضادة او القادرة على لفت انتباه الناخب الى ما تطرحه المرأة من مشاريع او برامج سياسية او اجتماعية, عدم استقلال النساء في العملية الانتخابية اوالإدلاء بأصواتهن لصالح المرشحات من العنصر النسائي.
- الدور السلبي الرجعي الذي مارسه التيار الاسلامي ضد النساء والسعي لاضفاء صبغة الشريعة او الفتاوى التي تجث على منع المرأة او عدم أعطاءها فرصة النجاح في الانتخابات، أذ أعلنت احد الصحف الكويتية إن عميد كلية الشريعة أفتى بحق الزوج من طلاق الزوجة في حالة اختيار الزوجة مرشحا آخرا غير الذي يختاره الزوج وهذا بحد ذاته انتهاك وضغط اجتماعي وديني كبير ضد حرية المرأة في الإدلاء بصوتها.
- قيام حملة تنافسية كبيرة من قبل المرشحين الرجال ضد المرشحات النساء واستغلال النفوذ القبلي والعائلي وتفشى ظاهرة الرشوة واستغلال المكانة الاجتماعية والاقتصادية للرجل.
- تصاعد المد الإسلامي المحلي والعالمي له دور بارز في ترسيخ دونية المرأة ودفعها للرجوع إلى البيت والابتعاد عن الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
- عدم مساندة المرأة الكويتية بالحد الكافي وعدم تهيئتها لخوض المعركة الانتخابية من قبل السلطات الحاكمة أو من قبل المنظمات النسوية والحركات الإصلاحية داخل المجتمع الكويتي.
- عدم تهيئة الشارع الكويتي لتواجد المرأة وتقبل فكرة مشاركتها في الساحة السياسية بعد تقوقع المرأة داخل البيت ولزوم المطبخ وطاعة الزوج وتربية الأطفال لحقب من الزمن.إن إجراء أي تغيير وإصلاح سياسي أو اجتماعي في أي مجتمع يحتاج وقت من الزمن حتى بعد إقرار القوانين لتثبيته خصوصا في المجتمعات العربية والاسلامية.
ولكن مع كل العواقب والصعوبات التي واجهت المرأة الكويتية في خوض اهم تجربة سياسية وعلى الرغم من عدم فوز أي مرشحة في الانتخابات في هذه المرة، نجد انها استطاعت كسر حاجز امام وجودها السياسي على المجتمع الكويتي والدول الخليجية المجاورة.إن ارتفاع عدد المرشحات إلى 28 مرشحة مؤشر ايجابي وثورة بحد ذاته داخل المجتمع الكويتي المتحفظ وخطوة جبارة نحو تغير توازن المجتمع بأتجاه التمدن والتحضر وتقبل فكرة تواجد المرأة في المعركة السياسية التي كانت محتكرة على الرجال فقط.
مشاركة المرأة السياسية تغيير كبير في بنية المجتمع الكويتي وبقية دول الخليج ويستوجب نضال دؤوب ومستمر للوصول إلى النصر والفوز من قبل الحركات النسوية والجهات السياسية الأخرى الداعمة للاصلاح والمدافعة عن حقوق المرأة.
عن الحوار المتمدن
تنشر بالتعاون مع المركز التقدمي لدراسات وأبحاث مساواة المرأة
بلغ عدد المرشحات لعضوية مجلس الأمة 28 امرأة من عدد المرشحين البالغ 225, في حين وصل عدد الناخبات إلى 195 إلف ناخبة أي ما يعادل 57 بالمائة مقابل عدد الناخبين من الرجال البالغ 140 ألف ناخب.
وبرغم محاولة المنظمات والجمعيات النسائية والأهلية التي بذلت جهودا كبيرة لتنظيم حملات واسعة لرفع الوعي الانتخابي للمرأة الكويتية بكل الوسائل الممكنة لضمان تصعيد وتفعيل قدرتها على المشاركة في ذلك المعترك الانتخابي الشاق ولكن الأجواء والنتائج لم تكن في صالح المرأة.
واجهت المرأة الكويتية صعوبات وعواقب كثيرة في مسيرتها النضالية الانتخابية ومن أهم تلك العواقب:
- تغير موعد الانتخاب من السنة المقبلة أي عام 2007 إلى 29-06-2006 مما يعني تضييق للوقت الكافي للتحضيرللانتاخبات والذي كان بأمكان المرأة ان تستغله لرفع قدراتها ورفع مستوى وعي الشارع الكويتي لتقبل تواجد المرأة في الساحة السياسية التي كانت محتكرة من قبل الرجل.
- سيادة النظام الأبوي المطلق الذي تطغي عليه الصبغة القبلية، لم يكن في يوم من الايام يتقبل حكم النساء او تواجدهن في السلطات التشريعية او القيام بأي دور سياسي، يعتبر من اخطر التحديات التي واجهت المرأة الكويتية في ميدان العمل السياسي. برغم وصول المرأة إلى مستوى عالي من التعليم والدراسة لكن لا يزال المجتمع يعزز وبدرجة كبيرة دونية المرأة والتقليل من شانها.
- دور الصحافة والإعلام في الكويت وخصوصا تلك التي تحسب مؤيدة للتيار الاسلامي والقبلي بنشر الأفكار المضادة للمرأة وتعزيز فشل المرأة وعدم قدرتها في النجاح وكسب الأصوات والعمل على إحباط المرأة نفسيا عبرعدد كبير من المقالات والمقابلات والحوارات التي نشرت خلال فترة الدعاية الانتخابية والتي كانت ترسخ التمييز الجنسي حتى عند النساء أنفسهن بحيث يحاربن بعضهن البعض وقمن بخدمة مصلحة التيارات الرجعية في ترسيخ عبوديتهن وتبعيتهن وكأن لاحل لما يواجه الكويت من أشكالات سياسية وأجتماعية الا بسلطة الرجل.
- أمية المرأة الكويتية بألف باء الانتخابات ,قلة الوعي الانتخابي وانعدام الخبرة في مجال تنظيم الحملات الدعائية المضادة او القادرة على لفت انتباه الناخب الى ما تطرحه المرأة من مشاريع او برامج سياسية او اجتماعية, عدم استقلال النساء في العملية الانتخابية اوالإدلاء بأصواتهن لصالح المرشحات من العنصر النسائي.
- الدور السلبي الرجعي الذي مارسه التيار الاسلامي ضد النساء والسعي لاضفاء صبغة الشريعة او الفتاوى التي تجث على منع المرأة او عدم أعطاءها فرصة النجاح في الانتخابات، أذ أعلنت احد الصحف الكويتية إن عميد كلية الشريعة أفتى بحق الزوج من طلاق الزوجة في حالة اختيار الزوجة مرشحا آخرا غير الذي يختاره الزوج وهذا بحد ذاته انتهاك وضغط اجتماعي وديني كبير ضد حرية المرأة في الإدلاء بصوتها.
- قيام حملة تنافسية كبيرة من قبل المرشحين الرجال ضد المرشحات النساء واستغلال النفوذ القبلي والعائلي وتفشى ظاهرة الرشوة واستغلال المكانة الاجتماعية والاقتصادية للرجل.
- تصاعد المد الإسلامي المحلي والعالمي له دور بارز في ترسيخ دونية المرأة ودفعها للرجوع إلى البيت والابتعاد عن الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
- عدم مساندة المرأة الكويتية بالحد الكافي وعدم تهيئتها لخوض المعركة الانتخابية من قبل السلطات الحاكمة أو من قبل المنظمات النسوية والحركات الإصلاحية داخل المجتمع الكويتي.
- عدم تهيئة الشارع الكويتي لتواجد المرأة وتقبل فكرة مشاركتها في الساحة السياسية بعد تقوقع المرأة داخل البيت ولزوم المطبخ وطاعة الزوج وتربية الأطفال لحقب من الزمن.إن إجراء أي تغيير وإصلاح سياسي أو اجتماعي في أي مجتمع يحتاج وقت من الزمن حتى بعد إقرار القوانين لتثبيته خصوصا في المجتمعات العربية والاسلامية.
ولكن مع كل العواقب والصعوبات التي واجهت المرأة الكويتية في خوض اهم تجربة سياسية وعلى الرغم من عدم فوز أي مرشحة في الانتخابات في هذه المرة، نجد انها استطاعت كسر حاجز امام وجودها السياسي على المجتمع الكويتي والدول الخليجية المجاورة.إن ارتفاع عدد المرشحات إلى 28 مرشحة مؤشر ايجابي وثورة بحد ذاته داخل المجتمع الكويتي المتحفظ وخطوة جبارة نحو تغير توازن المجتمع بأتجاه التمدن والتحضر وتقبل فكرة تواجد المرأة في المعركة السياسية التي كانت محتكرة على الرجال فقط.
مشاركة المرأة السياسية تغيير كبير في بنية المجتمع الكويتي وبقية دول الخليج ويستوجب نضال دؤوب ومستمر للوصول إلى النصر والفوز من قبل الحركات النسوية والجهات السياسية الأخرى الداعمة للاصلاح والمدافعة عن حقوق المرأة.
عن الحوار المتمدن
تنشر بالتعاون مع المركز التقدمي لدراسات وأبحاث مساواة المرأة