فلسطين: الثامن من آذار: استقلال..مساواة..ديمقراطية
Source:
مفتاح في الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، في العام السادس بعد الألفين ما من جديد في وضعية المرأة التي تناضل من أجل المساواة والعدالة منذ مئات السنين وفي كل أنحاء العالم، لكن الجديد في هذا العام جاء فلسطينيا بحتا، فهذا العام هناك اصرار من قبل مكونات الحركة النسوية الفلسطينية على احداث تغيير في شكل ومضمون الاحتفالات التي تجري كل عام وتحديدا من حيث حجم المشاركة الجماهيرية في مسيرة الثامن من آذار المعتادة، ولترفع هذا العام شعار الاستقلال..المساواة..والديمقراطية .
ويبدو جليا كم يعبر هذا الشعار عن تعدد التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية وطنيا واجتماعيا، ومن هنا أيضا يأتي هذا الاصرار على جعل الاحتفالات لهذا العام مختلفة، وذلك ما يبدو من باب الحرص على منجزات ومكتسبات المرأة الفلسطينية على مدار سنوات نضالها الوطني والاجتماعي والنسوي، في ضوء المتغيرات الداخلية والتحديات الخارجية المفروضة على القضية والمجتمع الفلسطينيين، وبالتأكيد هناك ما يبرر هذا الحرص، الذي يصل حد التخوف أحيانا.
فالعامين 2005 و 2006 شهدا ثورة ديمقراطية بارزة في الواقع الفلسطيني من خلال اجراء الانتخابات المحلية، والعامة (الرئاسية والتشريعية) وصفت بالحرة والنزيهة، وأوصلت عدد لا يستهان به من النساء الى المواقع المنتخبة من خلال التدخل القانوني الايجابي لصالح تمثيل النساء، وأخيرا والاكثر أهمية التحول في النظام السياسي بوصول حركة حماس الى سدة الحكم وتحقيق أغلبية في المجلس التشريعي.
وهذه الصورة الديمقراطية المشرقة من المفترض ألا تحجب التحديات الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية بسبب اصرار اسرائيلي على فرض حلول من طرف واحد وما ترتب عليه من بناء لجدار فصل عنصري وابتلاع الاراضي وغيرها من الممارسات المجحفة بحق الشعب الفلسطيني. بالاضافة الى التحديات الداخلية المتعلقة بالحفاظ على التعددية الفكرية والطابع العلماني للمجتمع الفلسطيني في ضوء وصول حركة اسلامية (حماس) الى الحكم وما قد يترتب عليه من مخاطر تهدد منجزات الحركة النسوية، خصوصا في ظل التصريحات المتضاربة لقيادات الحركة حول الموقف من القضايا الاجتماعية. وهنا لابد من الاشارة الى الانعكاسات السلبية على الوضع العام في فلسطين (وعلى الارجح ستكون النساء أول الضحايا) في حال قطع المساعدات من الدول الغربية.
لقد شهد العام المنصرم الكثير من حالات قتل النساء بداعي الشرف والذي جاء متزامنا مع حالة من الانفلات الامني لتكون النساء من أبرز ضحاياه، وبمواجهة ذلك نشطت الحركة النسوية في مجال مواجهة العنف ضد المرأة كما نشطت في مجالات عدة تتعلق بالانتخابات ومواجهة الجدار العازل والكثير الكثير من جبهات العمل الوطنية والاجتماعية. وكأنما كتب على المرأة الفلسطينية أن تناضل على عدة جبهات وتوازن بين مطالبها كامرأة وكمواطنة تعيش تحت الاحتلال.
ومع ذلك يبقى للنساء الأمل والعمل من أجل الحرية للوطن والمساواة للجميع في مجتمع ديمقراطي منفتح، وكما تنتظر الأسيرات في سجون الاحتلال وأبنائهن وأزواجهن لحظة الخلاص من الأسر، وكما ينتظر الشعب الفلسطيني الخلاص من الاحتلال، تنتظر نساء فلسطين والعالم الخلاص من التمييز والقهر.
فالعامين 2005 و 2006 شهدا ثورة ديمقراطية بارزة في الواقع الفلسطيني من خلال اجراء الانتخابات المحلية، والعامة (الرئاسية والتشريعية) وصفت بالحرة والنزيهة، وأوصلت عدد لا يستهان به من النساء الى المواقع المنتخبة من خلال التدخل القانوني الايجابي لصالح تمثيل النساء، وأخيرا والاكثر أهمية التحول في النظام السياسي بوصول حركة حماس الى سدة الحكم وتحقيق أغلبية في المجلس التشريعي.
وهذه الصورة الديمقراطية المشرقة من المفترض ألا تحجب التحديات الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية بسبب اصرار اسرائيلي على فرض حلول من طرف واحد وما ترتب عليه من بناء لجدار فصل عنصري وابتلاع الاراضي وغيرها من الممارسات المجحفة بحق الشعب الفلسطيني. بالاضافة الى التحديات الداخلية المتعلقة بالحفاظ على التعددية الفكرية والطابع العلماني للمجتمع الفلسطيني في ضوء وصول حركة اسلامية (حماس) الى الحكم وما قد يترتب عليه من مخاطر تهدد منجزات الحركة النسوية، خصوصا في ظل التصريحات المتضاربة لقيادات الحركة حول الموقف من القضايا الاجتماعية. وهنا لابد من الاشارة الى الانعكاسات السلبية على الوضع العام في فلسطين (وعلى الارجح ستكون النساء أول الضحايا) في حال قطع المساعدات من الدول الغربية.
لقد شهد العام المنصرم الكثير من حالات قتل النساء بداعي الشرف والذي جاء متزامنا مع حالة من الانفلات الامني لتكون النساء من أبرز ضحاياه، وبمواجهة ذلك نشطت الحركة النسوية في مجال مواجهة العنف ضد المرأة كما نشطت في مجالات عدة تتعلق بالانتخابات ومواجهة الجدار العازل والكثير الكثير من جبهات العمل الوطنية والاجتماعية. وكأنما كتب على المرأة الفلسطينية أن تناضل على عدة جبهات وتوازن بين مطالبها كامرأة وكمواطنة تعيش تحت الاحتلال.
ومع ذلك يبقى للنساء الأمل والعمل من أجل الحرية للوطن والمساواة للجميع في مجتمع ديمقراطي منفتح، وكما تنتظر الأسيرات في سجون الاحتلال وأبنائهن وأزواجهن لحظة الخلاص من الأسر، وكما ينتظر الشعب الفلسطيني الخلاص من الاحتلال، تنتظر نساء فلسطين والعالم الخلاص من التمييز والقهر.