إيجابيات وسلبيات التمدين بالنسبة للمرأة
تشهد الدول في جميع أنحاء أفريقيا نمواً غير مسبوق في المناطق الحضرية، مما يفتح أمام المرأة فرصاًاقتصادية واجتماعية أكبر من جهة، ويعرّض سلامتها ورفاهها لمخاطر أكبر من جهة أخرى. وعلى عكس نظرائهم في المناطق الريفية، يُعتقد أن النساء في المناطق الحضرية يتمتعن بفرص اجتماعية واقتصادية وحريات سياسية أكبر. وفي مقال افتتاحي، قال المعهد الدولي للبيئة والتنمية IIED أن المرأة في المناطق الحضرية قادرة على "الانخراط في عمل مأجور خارج نطاق الأسرة، وتحظى بفرص أكبر للحصول على الخدمات، وتتمتع بمعدلات خصوبة منخفضة، وتستريح قليلاً بعيداً عن القيم الاجتماعية الصارمة والمعايير التي تعرّف المرأة على أنها تخضع لزوجها ووالدها والرجل عموماً". مع ذلك، من المرجح أن تستمر معاناة المرأة في المناطق الحضرية من أشكال التمييز القائم على أساس النوع الاجتماعي. فوفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، "تظهر الفجوات الملحوظة بين الجنسين في العمل والتوظيف والحصول على العمل اللائق والرواتب وحقوق الحيازة والحصول على الأصول وتجميعها والأمن والسلامة الشخصية والتمثيل في الهياكل الرسمية في المناطق الحضرية أن المرأة غالباً ما تكون آخر من يستفيد من ازدهار المدن".ويقدربرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أن 40 بالمائة من سكان أفريقيا الذين يقدّر عددهم بحوالى مليار شخص يعيشون الآن في المدن والبلدات. ويعيش حوالى 51 بالمائة من هؤلاء في الأحياء الفقيرة. وتكافح العديد من الحكومات للحفاظ على الخدمات والبنية التحتية في الوقت الذي تبقى فيه النساء والفتيات الأكثر تضرراً من نقص الخدمات وتردي مستوياتها. كما يعرقل ارتفاع تكلفة النقل العام تنقل المرأة ويجبرها على العيش في مساكن فقيرة في مواجهة تكاليف المعيشة المتصاعدة.
عدم المساواة والمخاطر
وفي مقالها الذي حمل عنوانالمدن من خلال "عدسة جنسانية": هل ستشهد المرأة في مدن الجنوب عصراً ذهبياً،قالت سيلفيا شانت من كلية لندن للاقتصاد أنه "بينما تقدم النساء مساهمات كبيرة لأسرهن وأحيائهن ومدنهن من خلال عملهن المأجور وغير المأجور وبناء المساكن وتعزيزها والتعويض عن النقص في الخدمات والبنية التحتية الأساسية، لكنهن يواجهن تفاوتات مستمرة من حيث الحصول على العمل اللائق والأصول المادية والمالية والتنقل والسلامة والأمن الشخصي والتمثيل في الهياكل الرسمية للحكم في المناطق الحضرية". وفي مقابلة مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت سيسيليا تاكولي من المعهد الدولي للبيئة والتنمية أن "المخاطر التي تواجه المرأة مع التمدين ترتبط إلى حد كبير بعدم كفاية البنية التحتية والخدمات" وغياب الأمن والسلامة الشخصية. وأضافت تاكولي أنه على النساء اللواتي يعشن في الأحياء الحضرية الفقيرة أن يعوّضن النقص في الخدمات والبنية التحتية من خلال العمل لساعات أطول، "لاسيما في رعاية الأطفال الذين يمرضون دائماً بسبب إمدادات المياه والصرف الصحي غير الملائمة". كما عليهن الاهتمام "بتوفير الغذاء لأسرهن على الرغم من أنهن يعشن في منازل صغيرة جداً بالكاد تسمح لهن بالطهي وتخزين المواد الغذائية". وتعتبر الجرائم في المناطق الحضرية مشكلة خطيرة بالنسبة للنساء أيضاً. فأشارتدراسةأجرتها منظمة أكشن إيد إنترناشونال في عام 2011 إلى أن انعدام الأمن في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا "قيّد دخل المرأة، واستدامة مشاريعها الصغيرة، وبالتالي من فرص تمكينها." وقالت كاثي ماكلوين من جامعة لندن، أنه في حين يمكن للتمدين أن يوفر للمرأة فرصاً للتعامل بفعالية مع العنف وذلك بفضل توفر الدعم المؤسسي والموارد الاقتصادية، لكنها غالباً "ما تعيش في ظل علاقات اجتماعية مجزأة بشكل أكبر في المدن تعرضها للمزيد من حوادث العنف، كما يفعل الفقر والمشاركة في أنواع معينة من المهن والظروف المعيشية السيئة والتكوين المادي للمناطق الحضرية". وعلى الرغم من تمتع المناطق الحضرية_21Dec2011.بعيادات صحية ذات تجهيزات أفضل وعدد أكبر من الأطباء،تبقى تكاليف الرعاية الصحية في معظم الأوقات بعيدة عن متناول النساء الفقيرات.
التنظيم
مع ذلك، يتمكن العديد من النساء في المناطق الحضرية من تنظيم أنفسهن في مجموعات مجتمعية للادخار تساعدهن على توفير المال لمخاطبة القضايا التي تحتل الأولوية بالنسبة لهن. ويقول مؤلفو مقال حولالمدخرات المجتمعية ودورها في بناء الاتحادات والقيادات النسائية ودعم ترقية الأحياء الفقيرة،>أنه "على الرغم من أن المبلغ الذي يدّخره كل فرد بسيط جداً، إلا أن تجميعه في صناديق الادخار المجتمعية يوفر في أغلب الأحيان مبلغاً كبيراً بما فيه الكفاية لجذب الموارد الخارجية التي تسمح بدعم المبادرات الواسعة النطاق". وأضاف مؤلفو المقال أن "الارتكاز على نقاط القوة في المجتمعات بدلاً من التركيز على نقاط ضعفها يساعد على تطوير الصوت والهوية، ويمكن لهذه الاتحادات التفاوض مع الحكومات والجهات المعنية بغية تحسين مستوطناتهم وتطويرها."