دور المرأة في الحكم المحلي في الجزائر

Publication Author: 
مركز كوثر
AttachmentSize
FinalStady_Algeria.pdf184.84 KB

لقد كان لاتساع وظيفة الدولة في التقدم و الأخذ بمبادئ الديمقراطية و الحرص على تحقيق العدالة الاجتماعية و الرغبة في تحسين الإدارة وأسلوب الإدارة العامة آثارا كبيرة في عدول أغلبية دول العالم عن النظام الذي يقتصر على إقامة فروع للوزارات المركزية في وحداتها المحلية لإدارة مرافق وهيآت هذه الوحدات (عدم التركيز الإداري). فأخذت هذه الدول بنظام الإدارة المحلية، مما أدى إلى انتشار نظم الإدارة المحلية و تطورها. إذ أن الأخذ بمبادئ الديمقراطية أدى إلى الرغبة في إشراك المواطنين في إدارة شؤونهم المحلية عن طريق التمثيل في المجالس المحلية التي تتولى الإشراف عليها.

وليس من شك في أن إشراك المواطنين في إدارة شؤونهم المحلية يعمل على تربية المواطنين تربية سياسية صالحة و يدربهم على الحياة النيابية.

فلقد تبث من تجارب الدول المتقدمة أن إدارة الخدمات المحلية لمجلس منتخب من أهل الوحدة المحلية خير تدريب لهم على أساليب الحكم النيابي، فهم يلمسون عن قرب الآثار التي تترتب على استعمالهم حقهم الانتخابي في اختيار ممثليهم للوظائف المحلية.

فنظام الإدارة المحلية يؤدي أولا إلى الخلاص من التعقيدات الناجمة عن المركزية الإدارية، و يؤدي إلى تنويع أسلوب الإدارة تبعا للظروف المحلية ، كما يمكن من إدراك حاجات المواطنين المحليين ، فيعطي لسكان كل وحدة محلية حق تصريف شؤونهم بنفسهم و يجعلهم أقدر من غيرهم على التعرف على مشاكلهم و ما يحتاجون إليه و أكثر دراية و خبرة في حل هذه المشاكل و العمل على الوفاء بحاجاتهم و تحقيق مصالحهم على خير وجه.

ومن ثمة فان نظام الحكم المحلي يؤدي إلى توسيع فرص المشاركة في الحياة السياسية بوضع ميكانيزمات تتيح لكل أفراد الوحدة المحلية فرص المشاركة في تسيير شؤونهم قصد تلبية و تحقيق حاجاتهم، و مما لا شك فيه أن نظام الحكم المحلي يوفر فرصة للمشاركة في الحياة السياسية و أداء دورها في تحقيق استقلالها الذاتي و تحسين مركزها السياسي الاقتصادي و الاجتماعي و ذلك بإشراكها في عملية صنع القرار